الميم الساكنة هي الميم الخالية من الحركة والتي يكون سكونها ثابتاً في الوصل والوقف. وسواءً وقعت في فعل أو في اسم أو في حرف، متوسّطة أو متطرّفة، لها ثلاثة أحكام هي: الإخفاء، الإدغام، الإظهار. وبما أنَّ الميم حرف شفوي يخرج مع إطباق الشّفتين، اتّصفت جميع أحكامها بالشفوية، فأصبحنا نقول: الإخفاء الشفوي، الإدغام الشفوي، الإظهار الشفوي (ويسمى إدغام مثلين صغير).[1] وتشمل أحكام الميم الساكنة الثلاثة أحكام[2]
أولا: الإخفاء الشفوي
هو إخفاء الميم الساكنة مع بقاء الغنة إذا وقعت قبل حرف واحد هو (ب) باء متحرّكة وسمي إخفاءً شفوياً ولا يكون إلا من كلمتين. حيث يجب مراعاة عدم الضغط الزائد على الشفتين (الكَزّ)، وعدم ترك فرجة بينهما أيضًا، وهذا الإخفاء يحدث للميم الأصلية أو لميم الجمع.
ووجه الإخفاء أنّهما لـمّا اشتركا في المخرج وتجانسا في بعض الصّفات كالانفتاحوالاستفال ثَقُل الإظهار والإدغام المحض، فعدّل بهما إلى الإخفاء.
وقال صاحب التحفة «فَالأَوَّلُ الإِخْفَاءُ عِنْدَ الْبَاءِ وَسمِّـهِ الشَّفَـوِىَّ لِلْقُرَّاءِ»
سمى إخفاءً؛ لإخفاء الميم الساكنة عند ملاقاتها للباء.
سمى شفوياً؛ لخروج الميم والباء من الشفتين. له حرف واحد هو الباء«ب»
سـببـه: لاتحاد مخرج الميم والباء (تجانس) وتقاربهما في الصفات.
الإخفاء الشفوي يحتاج في تطبيقه إلى عملية واحدة هي إخفاء الميم الساكنة عند الباء أما الإقلاب فإنه يحتاج إلى عمليتين: 1- قلب النون الساكنة ميماً ساكنة. 2- إخفاء الميم الساكنة عند الباء.
الفرق بين الإخفاء الحقيقى والإخفاء الشفوى
الإخفاء الحقيقي: يتم فيه ستر النون الساكنة والتنوين وإعدامها بالكلية عند النطق بالحرف وإبقاء الصفة التي هي الغنة.
أما الإخفاء الشفوي : فيتم فيه تبعيض الحرف وستر ذاته في الجملة وإضعافه عند النطق بالباء.
- في المصحف:-
تعرف الميم الأصلية الساكنة المخفاه، أو ميم الجمع المخفاة، قبل حرف (ب)، بأنها عارية من التشكيل، وليس فوق الياء أي تشديد، وهنا تراعى الغنة في النطق.
ثانياً: الإدغام الشفوي
أو الصغير · حروفه : حرف واحد هو الميم.
هو إدغام الميم الساكنة بميم بعدها بغنة كاملة ويقع إذا وقعت الميم المتحركة بعد الميم الساكنة وجب الإدغام وسمى ذلك إدغام مثلين (متماثلين) صغير ، مع مراعاة إطباق الشفتين الكامل،والإدغام لا يأتي الا بكلمتين, نحو:
إذا وقع حرف من هذه الحروف بعد الميم الساكنة في كلمة أو كلمتين وجب الإظهار ويسمى إظهاراً شفوياً بدون غنة ظاهرة.
· علامته في المصحف: وضع السكون فوق الميم.
لماذا سمى إظهاراً شفوياً
سمي إظهاراً :لأن الميم الساكنة تظهر عند ملاقاتها للحروف الستة والعشرين.
وسمى شفوياً : لأن الحرف المظهر وهو الميم مخرجه من الشفتين.
سبب الإظهار الشفوى عند هذه الحروف
السبب هو تباعد مخرج وصفة الميم الساكنة عن مخارج وصفات أكثر حروف الإظهار.
لماذا لم تدغم الميم في الواو والفاء برغم تقاربها مع الفاء وتجانسها مع الواو
قال صاحب نهاية القول المفيد: إن الميم لا تدغم في مقاربها وهي الفاء من أجل الغنة التي فيها وكذلك لقوة الميم وضعف الفاء ولا يدغم القوى في الضعيف.
ولا تدغم في الواو برغم التجانس (اتحاد المخرج) لأن الميم لو أدغمت في الواو لالتبس الأمر هل هي ميم أم نون.
أمثلة لحروف الإظهار مع الميم والتي تأتى في كلمة أو كلمتين
أمثلة للإظهار الشفوي
تمسون - لعلكم تتقون - عنهم سيئاتهم - ولأدخلناهم جنات - أنهم أقاموا - فوقهم ومن - منهم أمة - منهم ساء - لستم على - عليهم ولا - إليهم رسلاً - جآءهم رسول - أنفسهم فريقاً - وزادهم نفوراً - لربهم سجداً - ولم يقتروا